سر الثقب الاسود


وأخيرا.. كشفت القوة المشتركة لأحد عشر تلسكوبا راديويا استار الغموض حل الثقب الأسود العملاق في مركز مجرتنا.
فقد صرح فريق دولي من علماء الفضاء بأن الطبيعة غير المتوقعة للإشعاعات المنبعثة منه قد ترغم العلماء لإعادة التفكير في كيفية سقوط المادة الكونية بين فكي الثقب الأسود العملاق.
يوجد هناك جسم غامض أطلق عليه اسم (
SgrA) يندفع إلى وسط مجرتنا وبشكل مباشر باتجاه مجموعة الرامي والقوس، ويطلق موجات راديوية ساطعة. ويظن العلماء أنه يحتوي على ثقب أسود وزنه يعادل وزن شمسنا بمقدار 2.6 مليون مرة، ولذلك فإن النجوم تدور حوله بسرعات عالية. المادة الكونية التي يبتلعها الثقب الأسود تسخن إلى درجات حرارة عالية جدا فتصدر عنها اشعاعات براقة. ولكن بسبب أن الجسم الغامض (SgrA) يكون في مركز المجرة العالي الكثافة، ويكون مغطى بطبقة من الغاز والغبار، فإن رؤيته بوضوح تمثل مشكلة. والمشكلة الأخرى تنشأ من وجود حشود مندفعة من النجوم تتواجد في هذه المنطقة مما يزيد من صعوبة التفريق بين الضوء الصادر عن النجوم والإشعاعات الصادرة من الثقب الأسود.
لقد وجه العلماء من الولايات المتحدة والصين وتايوان الأحد عشر تلسكوبا راديويا نحو مركز المجرة للحصول على صور غير مسبوقة. وقد ثارت دهشتهم عندما اكتشفوا أن الاشعاعات المنبعثة من (
SgrA) لها شكل بيضاوي يتراوح طوله نحو 30 دقيقة ضوئية، وعرضه نحو 8 دقائق ضوئية

هذا لايتفق مع النموذج النظري لكيفية سقوط المادة الكونية في الثقب الأسود، يقول عالم الفضاء الصيني هو، ويكمل :"إن النماذج الشائعة تعطي شكلا كرويا، وعندما يلتحم بعضها مع البعض الآخر تكون شكلا كامل التكور، وليس في تلك النماذج شكلا بيضاوي".
العالم هو ورفاقه يظنون أن الشكل البيضاوي للإشعاعات قد يكون ناتج عن الغازات المنفوثة من الثقب الأسود، ويقولون : " ولكن النماذج تتنبأ بأن الغازات المنفوثة إما أن تكون كبيرة جدا أو صغيرة جدا بالنسبة للجسم (
SgrA)، ومع ذلك لا تعطي وصفا دقيقا لشكله ".
ويعلق أحد العلماء الأمريكيين، يعمل في جامعة كمبريج قائلا : " إنها نتيجة مدهشة حقا، وتبدو مقنعة أيضا. ومع ذلك فإني أعتقد بأن النماذج التي تعتمد على فكرة الغازات المنفوثة ربما تكون مرنة بدرجة تسمح بتفسير الشكل البيضاوي لمصدر الإشعاع الراديوي، ولا يجوز للبعض أن يأخذ بالمعنى اللفظي للحسابات النظرية ".
ويقول عالم آخر : " بصفتها فئة من النماذج فإني أظن بوجود مجال واسع لها لتتأرجح. وأعتقد أن المشاهدات يمكنها أن تلعب دورا هاما في غربلة النماذج التي تفسر سلوك الثقب الأسود.
نحن نشعر باقترابنا من الواقع بشكل مدهش، وكأننا سوف نقوم بوضع وجه على الثقب الأسود